نتابع في موقعنا كل حصري اليوم , ,
#يا #له #من #عالم #متوحش #أخبار #السعودية
وأنت تنظر إلى أحوال العالم من حولك، تكتشف كم أن هذه الواجهات المتحضرة، ليست سوى ستار للإنسان القديم. يمارس سطوته على كل عرق أدنى، دون حدود.
وهذا هو العالم الذي نحيا فيه الآن، ونحن نواجه محنة آخر شعب على وجه هذه الأرض، يواجه احتلالاً عنصرياً مقيتاً قلّ نظيره في تاريخنا المعاصر، ثم ترى في هذا العالم صمتاً مرعباً، يجعلك لا تخاف على مستقبل المنطقة فحسب، بل مستقبل العالم، والبشرية جمعاء. ويا له من عالم مخيف حين تكتشف أن القتلة ينزعجون من صراخ القتلى، ويتقززون من دمائهم.
مع دعاوى التهجير، الذي لا يقل قساوة عن التطهير العرقي، يحتاج العالم إلى يقظة ضمير حي من أجل تسوية لازمة، لقضية شعب يستحق الحياة. لقد عانى الفلسطينيون طوال عقود من العيش على هامش الحياة، والتنمية، وهو أمر لا يمكن أن يقود إلى تسوية سياسية مهما كان مستوى القمع والضغوط.
وإنك إذ تنظر إلى تاريخ الدول الاستعمارية الكبرى، فإن التفاؤل يضمحل، ليحل مكانه إحساس بالشعور بالأسى على هذا العالم. يوشك الشرق الأوسط أن يصدر نسخته الخاصة من «الهنود الحمر»، وسيدخل القاموس مصطلح جديد اسمه «السكان الأصليون» وتصبح هذه القضية مجرد ذكريات في كتب التاريخ والأغاني الحزينة.
لقد كان الصراع الفكري قديم أزل، بين منتمين للمدرسة الواقعية، وبين الراغبين في سيادة السياسة الأخلاقية في العالم. وكان هذا الحوار على مدار السنين سيّالاً أنتج الكثير من الكتب والمحاضرات والأبحاث. بيد أنك تكتشف مع مضي الوقت أن قوة أي شعب تكمن في وحدته، والتفافه مع قيادته، ودون ذلك فإنه سهل الصيد والالتهام.
الفرق بين السياسة الواقعية والسياسة الأخلاقية في العلاقات الدولية يكمن في الأسس التي تستند إليها كل منهما عند اتخاذ القرارات السياسية.
السياسة الواقعية تقوم على المصلحة الوطنية والقوة كعناصر رئيسية في صنع القرار، وتتبنى نظرة براغماتية (عملية) بعيداً عن الاعتبارات الأخلاقية أو الأيديولوجية. بينما السياسة الأخلاقية ترتكز على القيم الأخلاقية، مثل العدالة، والتعاون الدولي، وترى أن السياسة يجب أن تسترشد بالمبادئ الأخلاقية وليس فقط بالمصلحة القومية. كما أنها تدعو إلى تعزيز السلام والتعاون من خلال المؤسسات الدولية والقانون الدولي.
وهذا يعني أن السياسة الواقعية تهتم بالنتائج والمكاسب الاستراتيجية، بينما السياسة الأخلاقية تركز على المبادئ والقيم في العلاقات الدولية. وفي عالمنا اليوم نرى أن الواقعية أصبحت لغة سائدة، وتوارت «الأخلاقية السياسية» في زحام المصالح، والرؤى العظمى للدول التي تريد مصلحتها فقط، وفقط.
لقد فقد العالم براءته ربما، بعد رحيل أشهر منظّري السياسة الأخلاقية في السياسة الخارجية، هو وودرو ويلسون، الرئيس الأمريكي (1913-1921)، الذي اشتهر بمبدأ «الدبلوماسية الأخلاقية»، وسعى إلى جعل السياسة الخارجية الأمريكية تستند إلى القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، بدلاً من المصالح القومية الضيقة.
أخبار ذات صلة