نتابع في موقعنا كل حصري اليوم , ,
#لماذا #تفشل #المسلسلات #التاريخية #العربية #أخبار #السعودية
مع كل فشل جماهيري لمسلسل تاريخي عربي يتجدد السؤال حول سبب فشل المسلسلات التاريخية العربية محلياً وعدم وجود سوق خارجي لها مهما تم الإنفاق عليها وتمّت الاستعانة بخبرات تقنية أجنبية فيها، بينما الإنتاجات التاريخية غير العربية كالتركية لها سوق عالمي وتنجح باستمرار، وهذا سبب ندرة إنتاج المسلسلات التاريخية عربياً. سبب عدم نجاح المسلسلات التاريخية العربية لا يرجع إلى الإمكانيات التقنية إنما السبب هو حبكة المسلسل التاريخي، حيث تركز على جعل المسلسل التاريخي مجرد إسقاطات للواقع المعاصر السلبي، أي عرض الواقع المعاصر برمزيات التاريخ. وتقدم تلك الإسقاطات بأسلوب التلقين والتوجيه المباشر (البروبجندا)، وبهذا تفقد مصداقيتها التاريخية ويبدو واضحاً للمشاهد أنه لا يشاهد التاريخ إنما يشاهد توجيهاً معاصراً مباشراً، وبهذا خسرت الأعمال التاريخية العربية جدوى رفع مستواها التقني، حيث إن الأعمال التاريخية العربية قبل الألفية الجديدة كان لها جمهور محلي وتحقق نجاحاً رغم الضعف الشديد في إمكانياتها التقنية والفنية لأنها كانت تنقل التاريخ بدون إرادة اتخاذه رمزاً للواقع المعاصر، ولمن يريد اتخاذ الصيغة التاريخية بشكل يرمز فيه إلى الواقع المعاصر يمكنه الاقتداء بإنتاجات المخرج السوري نجدة أنزور مخرج سلسلة الجوارح والكواسر والبواسل التي حققت أعلى نجاح جماهيري عربيا في تسعينات القرن الماضي، حيث كانت لا تمثل شخصيات تاريخية حقيقية وأحداثاً تاريخية حقيقية إنما فانتازيا تاريخية، أي خيالاً كاملاً، لكن بقالب تاريخي، وأزياء وديكورات تاريخية، وباللغة الفصحى. ويفترض وجود فارق جذري بين الفانتازيا التاريخية والأعمال التاريخية عن التاريخ الحقيقي، فلا يجوز عرض الشخصيات التاريخية والأحداث التاريخية بتصورات خيالية لكي تناسب الإسقاطات المعاصرة عليها، ولذا في التخصصات الفنية هناك مجال ما يسمى الفانتازيا التاريخية، أي التي لها قالب تاريخي لكنها لا تمثل أي شخصيات تاريخية ولا أي أحداث تاريخية حقيقية، بينما الأعمال التاريخية عن التاريخ الحقيقي في كل العالم تكون ملتزمة بنقل أدق التفاصيل التاريخية الواردة في كتب التاريخ، مما يعطي الشعور للمشاهد أنه يشاهد التاريخ الحقيقي الذي يشعر بالفضول تجاهه، بينما الأعمال التاريخية العربية لا تعطي المشاهد شعوراً بأنه يشاهد التاريخ الحقيقي ليس فقط بسبب إسقاطات الواقع المعاصر عليها إنما هناك حس التلقين والتوجيه المباشر فيها الذي يشعر المشاهد أنه يشاهد بروبجندا معاصرة وليس التاريخ الحقيقي، وحتى تحليلات النقاد تنصب على بيان رمزيات الواقع المعاصر ومناقشة الرسالة المستنتجة من تلك الرمزيات ولا تناقش المادة التاريخية؛ لأنه من المسلمات أن المادة التاريخية الأصلية ليست محل النقاش وليست غاية العمل الفني، والسوق العالمي للأعمال الفنية لا تنجح فيه إلا الأعمال التي تعبر عن التاريخ الحقيقي والثقافة القديمة؛ لأنها مثيرة للاهتمام والفضول، ولأنها مختلفة عن الواقع المعاصر المتشابه بين كل دول العالم، ولذا ليس فيه ما يثير الاهتمام، وأكبر منفر عن الأعمال الفنية هو تسييسها بشكل مباشر، وبالطبع في عديد من الدول هناك إرادة سياسية وراء إنتاجاتها الفنية لكنها لا تتدخل في صياغة العمل الفني بينما لدى العرب التسييس يدخل في صياغة مادة العمل الفني ويبدو مباشراً، ولذا له حس التلقين والتوجيه المباشر (البروبجندا)، وهذا سبب رئيسي لكون الأعمال العربية غير مثيرة للاهتمام والفضول العالمي رغم أنه بسبب الإرهاب الإسلامي والحروب الدائمة في المنطقة العربية لدى العالم فضول كبير لمعرفة الثقافة العربية لمعرفة سبب الإرهاب والحروب، ومن المواقف المألوفة من الأصدقاء الأجانب طلبهم من الصديق العربي أن يوصي لهم بأعمال فنية عربية تعرفهم على الهوية العربية، فلا يجد العربي ما يمثل هويته.
أخبار ذات صلة