تمتد معرفتي بالفنان عثمان الخزيم إلى بدايات الثمانينيات عندما كان الفنان محمد السليم ينظم معارض مشتركة وفردية ومعارض مسابقات في القاعة العالمية بدار الفنون السعودية، ثم في معارض جمعية الثقافة والفنون بالرياض، كان عثمان طاقة شبابية أحب الرسم وقبله الخط العربي.
تلقى تعليمه في معهد التربية الفنية وابتعث الى إيطاليا لدراسة الفنون وتخرج منها عام 1980 كعدد من الفنانين السعوديين الذين توزعت وظائفهم بين التعليم وبين محطات التلفزيون.
استعيد محمد الصقعبي والسليم والرزيزاء وشيخون والاعجم وغيرهم. في العام 1982 حضرت معرضا مشتركا كان الخزيم مشاركا فيه مع ناصر الموسى ابن مدينته الخرج، وسعد العبيد وفهد الربيق كانت تجمع الأربعة علاقة فنية توزعت بين دار الفنون السعودية وجمعية الثقافة والفنون التي رأس لجنتها للفنون التشكيلية الأربعة خلال فترات مختلفة.
الاحتفاء بمعرض الأربعة كان كبيرا وأعمال الخزيم عبرت عن تلك المرحلة التي كان يعيشها حيوية وتفاؤلا بمستقبل الفن وبنتاج تتنوع فيه المواضيع والأفكار، كانت أعماله حينها مثل مغامرة لاستكشاف ما يمكن من معطيات اللون والشكل في تعبيريته الخاصة وروحة المتقدة والمتطلعة إلى آفاق أرحب ومستقبل يتفاءل به، كان الوجه الإنساني سبيله إلى حالة التعبير والتجريب أما تلويناته فكانت عفوية ومتدفقة تغمر لوحته وتكسيها حيوية، فتشف بعض الأجزاء وتغمر أخرى.
تتحول أعمال الفنان في مراحل تالية من حالة التعبير وأثر اللون إلى جمال الطبيعة وفضاءاتها وبحث في معطياتها التي تبعث استمرارا وحيوية نستشعرها في تلويناته المشرقة وفضاءاته المفتوحة وروحه التي تبحث عن الجمال، فالفنان وهو يتناول الطبيعة وفضاءاتها نستكشف مدى العلاقة التي تتواصل وتكتشف المزيد من الحلول الفنية الخاصة، يعود في معظم أعماله المتأخرة الى الطبيعة وإلى الفضاءات اللا متناهية ليمنحها مشاعره وإحساسه وعلاقته بها، علاقة تبعث ارتباطا بالمحيط والجمال عامة. مسيرة الفنان وهو يشارك في معارض جماعية أو يقدم معارضه الفردية التي أطلقها مبكرا تواكبها رحلاته الخارجية مع بعض المناسبات وحضوره كمهندس ديكور.
نشط الفنان الخزيم خلال فترات من حياته الفنية بأكثر من اهتمام بين كتاباته الأدبية أو تلك الأقرب إلى المشاعر والوجدانيات ونشرها في عدد من الصحف أو المجلات المحلية، كما مرافقته لمناسبات خارجية مشاركا أو كمهندس للديكور أو كممثل للمملكة في تلك المناسبات وبينها معرض الفنون التشكيلية ضمن برنامج ثقافي سعودي أقيم في معهد العالم العربي مع نهائيات كاس العالم في فرنسا. يتواصل حضوره وتتواصل مشاركاته، مؤكدا دوره كفنان يسهم في مسار الفن السعودي من خلال حضور متقد ونتاج فني أصيل.
[email protected]