نتابع في موقعنا كل حصري اليوم , ,
#العلاقات #الغربيةالعربية #مع #منطقة #الشرق #الأوسط #أخبار #السعودية
العلاقة الغربية مع منطقة الشرق الأوسط هي علاقة معقدة، مليئة بالتناقضات والمصالح المتضاربة. تدعي فصل الدين عن السياسة، إلا أن السياسات الخارجية غالباً ما تتأثر بالروايات التاريخية والأيديولوجيات التي تزعم القدسية. هذه العلاقة تحركها المصالح المادية والرغبة في الهيمنة، مما يؤدي إلى انتهاكات للقانون الدولي والأعراف الإنسانية.
على سبيل المثال، قرار احتلال العراق في عام 2003 كان محل انتقاد واسع بسبب تجاهل مبادئ السيادة واحترام القانون الدولي. كما أن الحصار الاقتصادي على كوبا يعد مثالاً على سياسات العقوبات التي تهدف إلى إضعاف الدول التي تخرج عن النفوذ الغربي.
فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يتسامح الغرب مع انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها إسرائيل، مما يتناقض مع المبادئ التي يروج لها، مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان. ومع ذلك، يجب الاعتراف بأن هناك اختلافات داخل الغرب نفسه، حيث تتبنى بعض الدول مواقف أكثر توازناً.
تعود جذور العلاقات المعقدة بين الغرب والشرق الأوسط إلى الحقبة الاستعمارية، حيث سعت القوى الأوروبية إلى السيطرة على موارد المنطقة، وقد ساهمت السياسات الغربية في تفاقم التوترات القائمة في المنطقة، إلى جانب العوامل الداخلية والإقليمية، وخاصة السياسات الغربية التي تعتمد على المصالح الاقتصادية والسياسية بشكل أساسي. وقد شكّلت السياسات الأوروبية في القرنين التاسع عشر والعشرين والعلاقات بين الغرب والشرق الأوسط تأثيراً كبيراً وسلبياً على منطقة الشرق الأوسط، مثل اتفاقيات «سايكس بيكو» (1916) وتأثيرها في ترسيم الحدود السياسية للمنطقة، مما أدى إلى صراعات طويلة الأمد، فضلاً عن دور الحرب الباردة في تعزيز التوترات، حيث استخدمت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي المنطقة كساحة للصراع غير المباشر. كما أن السياسات الاقتصادية التي انتهجها الغرب المتمثل في التركيز على أهمية النفط والغاز، خاصة بعد اكتشاف النفط في المنطقة في أوائل القرن العشرين، عمد الغرب على استغلال الموارد الطبيعية للدول العربية، والتلاعب باقتصادات المنطقة عبر سياسات الإقراض الدولية (مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي) وغيرها من سياسات اقتصادية ومالية أثرت وأضرت على الاقتصادات المحلية في الشرق الأوسط. ولا يغيب عن الذهن استخدام الخطاب الديني والأيديولوجي في السياسة الخارجية، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، وكيف تم استخدام «الحرب على الإرهاب» كذريعة لتدخلات عسكرية واسعة. وكذلك دور الإعلام الغربي في تشكيل الصورة النمطية عن الشرق الأوسط وكيف أثر ذلك على الرأي العام والسياسات الخارجية التي استغلتها جماعات الضغط (اللوبيات) في الولايات المتحدة، مثل اللوبي الإسرائيلي، على صنع القرار الأمريكي في المنطقة.
إن البدائل والحلول للمنطقة تكمن في تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، مثل إنشاء سوق عربية مشتركة. وضرورة التعليم والابتكار في بناء اقتصادات قائمة على المعرفة بدلاً من الاعتماد على الموارد الطبيعية، وكذلك تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات لتقليل سوء الفهم وبناء علاقات أكثر توازناً. ومن الضروري أن تعمل الدول العربية على تعزيز التعاون الإقليمي وبناء شراكات إستراتيجية لمواجهة التحديات الخارجية والداخلية، كما يجب على الغرب مراجعة سياسته في المنطقة لضمان احترام حقوق الإنسان ومبادئ العدالة.
أخبار ذات صلة