مع تطور بيئات العمل تتصاعد التساؤلات حول مدى استعداد الشركات في المملكة لتبني أنظمة جديدة لأوقات العمل، مثل تقليص أيام العمل إلى أربعة أيام أسبوعيًا أو خفض عدد ساعات العمل اليومية إلى خمس ساعات فقط، وتستند هذه التساؤلات إلى دراسات وتجارب عديدة أثبتت أن هذه التغييرات ليست مجرد ترف، بل أدوات فعالة لتحسين الإنتاجية وتعزيز رضا الموظفين، إلى جانب تقليل التكاليف التشغيلية.

خفض أيام العمل بالسعودية

نشرت الصحف الرسمية أن الأبحاث تشير الحديثة إلى أن خفض ساعات العمل لا يؤثر سلبًا على الأداء، بل على العكس يعزز من إنتاجية الموظفين، كما كشفت تقارير صحفية أن أكثر من 200 شركة في المملكة المتحدة، تضم ما يزيد على 5000 موظف، اعتمدت نظام العمل لأربعة أيام أسبوعيًا دون المساس بالرواتب، وهو ما أسهم في خفض معدلات الاستقالة وتحقيق استقرار وظيفي ملحوظ، كما أكدت صحيفة “ذا تايمز” أن الشركات التي انتقلت لهذا النظام لم تعبر عن أي ندم بل وجدت أنه يعزز فرص التوظيف ويحافظ على استدامة الأداء.

هل نعمل بالفعل طوال 8 ساعات؟

توضح الدراسات الحديثة أن الموظفين لا يقضون يوم العمل التقليدي بكفاءة كاملة، حيث يقدر أن حوالي ثلاث ساعات من يوم العمل يتم هدرها في أنشطة غير متعلقة بالعمل، كما تشير الأبحاث في علم النفس العصبي إلى أن العقل البشري يمكنه التركيز لمدة تتراوح بين 50 إلى 90 دقيقة كحد أقصى قبل أن يحتاج إلى استراحة قصيرة لاستعادة طاقته الذهنية.

خفض أيام العمل

وفقًا لدراسة أجرتها شركة “Slack” ونشرتها شبكة “CNBC”،فإن أقل فترات اليوم إنتاجية هي بعد الظهيرة وعقب تناول وجبة الغداء، حيث ينخفض مستوى التركيز بشكل ملحوظ، وتعتبر تجربة رئيس إحدى الشركات المالية في بريطانيا خير دليل على ذلك، حيث بدأ بتجربة العمل لخمس ساعات يوميًا بسبب ظروفه العائلية، ليكتشف لاحقًا أن حجم الإنجاز لم يختلف عن العمل لثماني ساعات، ما دفعه إلى تعميم الفكرة في شركته، وكانت النتائج مذهلة من حيث ارتفاع الأداء وانخفاض الإجازات المرضية.