الإصرار، والعزيمة، والشغف الذي لا ينتهي، وهذا المكان؛ ليس مجرد سباق، بل هو مساحتي الحرة، وساحة التحدي، كل لحظة تدريب، كل ثانية في السباق، كل موجة هي تحدٍّ جديد في رحلتي.
رحلة أتحدى فيها نفسي وكل الظروف؛ لأحقق حلمي وأترك بصمتي. قوة، إيمان، تحدٍّ؛ كل مرة أقول لنفسي، كوني أنت ..هذه كانت رحلة بطلة السباحة فريدة عثمان ، والمعنى الحقيقي للنجاح.
التي التقت بها سيدتي بمناسبة يوم المرأة العالمي، لنتعرف على التحديات، التي واجهتها وعزيمتها التي لا تعرف المستحيل.

حوار: ميرنا عادل
تصوير: يحيى أحمد
تتسيق الأزياء: Bazic
شعر: فارس أحمد
مكياج: أحمد سلطان

متى بدأتِ رحلتكِ مع السباحة؟ وهل كان ذلك اختياركِ من البداية؟

بدأت السباحة مبكراً، في الرابعة من عمري، لم يكن الأمر في البداية أكثر من تعلم مهارة جديدة، لكن المدربين لاحظوا موهبتي وأخبروا أسرتي أنني جيدة ومع مرور الوقت، أحببت السباحة وأدركت أنها ليست مجرد رياضة بالنسبة لي، بل شغف حقيقي.
أنا أعشق الماء والمنافسة؛ لذلك شعرت أنني ورياضة السباحة اخترنا بعضنا بعضاً.

متى شعرتِ أنكِ ترغبين في أن تصبحي بطلة في السباحة؟

كان حلمي منذ الطفولة أن أصل إلى الأولمبياد، شاركت في أول بطولة جمهورية عندما كنت في الحادية عشرة من عمري، ثم انضممت إلى المنتخب الوطني في الثانية عشرة، لكن اللحظة الحاسمة كانت في أول بطولة للناشئين حينما كنت في السابعة عشرة، حيث فزت بالميدالية الذهبية، وسجلت رقماً قياسياً جديداً ومن هنا شعرت أنني أريد الاستمرار حتى النهاية.
نقترح عليك لمناسبة يوم المرأة العالمي المصممة جان فغالي: المثابرة هي المفتاح لتتجاوز النساء العقبات

ما أصعب موقف واجهتِه في مسيرتكِ الرياضية؟ وكيف تعاملتِ معه؟

واجهت العديد من التحديات، لكن أصعبهما كان في البطولات الكبرى مثل الأولمبياد، لم أحقق النتائج التي كنت أطمح إليها، بذلت كل جهدي وتدربت كثيراً، لكني لم أصل إلى ما أريده، وكان ذلك شعوراً محبطاً للغاية، مع ذلك، تعلمت أن النجاح لا يتحقق دائماً من المحاولة الأولى، بل بالاستمرار والمثابرة، وتعلمت أيضاً أن الرياضة لا تتعلق بالفوز فقط؛ فهي مكسب وخسارة.
وأن سباقاً واحداً لا يُحدد مستواي الحقيقي، ولا يعني أنني لست جيدة في السباحة، بدأت أؤمن بنفسي أكثر، وأدركت أن ما يهم هو العودة أقوى.

هل فكرتِ يوماً في ترك السباحة؟

نعم، راودتني هذه الفكرة كثيراً، خاصة في الأوقات الصعبة التي شعرت فيها أن أبذل مجهوداً كبيراً والنتيجة تكون عكس مجهودي، لكنني كنت أعود دائماً إلى شغفي، وأتذكر أن أي نجاح يحتاج إلى صبر وتضحيات، وهذا ما جعلني مستمرة.

متى شعرتِ بأنكِ حققتِ إنجازاً كبيراً في حياتكِ؟

عندما حصلتُ على أول ميدالية برونزية في بطولة العالم، كنتُ أول امرأة عربية تحقق ذلك، وتمكنتُ من تحقيق الميدالية البرونزية ثلاث مرات خلال مسيرتي.

ماذا لو كان بإمكانكِ تغيير شيء واحد لدعم المرأة في العالم؟

سأغير طريقة تفكير المجتمع من ناحية الفتاة أو المرأة؛ فمن وجهة نظرهن يمكن للمرأة أن تكون أماً فقط، ولكنها تستطيع أيضاً أن تكون أماً ناجحة في الرياضة أو الدراسة أو عملها، نحن بحاجة إلى تشجيع ودعم فكرة أن المرأة تستطيع أن تحقق أكثر من شيء واحد.

ما هدفكِ الأكبر في الحياة؟

أرغب في أن أكون شخصية مُلهمة للآخرين.

مَن المرأة التي تعتبرينها قدوة لكِ؟

والدتي؛ فهي معي منذ البداية ومن أول يوم في رحلتي، وهي لم تكن فقط داعمة لي في مسيرتي الرياضية، بل نجحت أيضاً في تحقيق التوازن بين عملها وأسرتها، وكانت دائماً مثالاً للقوة والإصرار.

ما رسالتكِ لكل فتاة لديها حلم؟

كل فتاة يجب أن يكون لديها حلم، تؤمن بنفسها وتسعى لتحقيقه؛ فالنجاح لا يأتي بسهولة، ولن يتحقق في يوم فقط، الأمر سيحتاج إلى تضحيات ومجهود وعزيمة، ولكن ثقي بذاتكِ أنك تستطيعين فعل أي شيء تريدينه.
اقرئي المزيد من نجاحات النساء لمناسبة يوم المرأة العالمي.. سيدة الأعمال الإماراتية سارة المدني: أحلامنا هي بوصلتنا